عمان - رفعت العلان- قال الفنان اللبناني مارسيل خليفة خلال المؤتمر الذي عقد في فندق إنتركونيننتال، وأدارته مديرة مهرجان قلعة عمان سهى بواب، مساء أمس: «انا في عمان لأن لها عندي ذاكرة جميلة مع الناس، وكتبت كلمة لأنني في حضرة إعلاميين وشعراء وأدباء، يستحقون ما يليق بهم»: من كلمته: «ليس لي سجن احمله برأسي، ولا أعترف بحدود، أنا من أهل التيه، يحدث ان تعيش المنفى وأنت في بلدك وبين قومك، إنني دائماً على سفر، ومنذ الصغر، أغادر مكاناً وأمضي لإكتشاف شيء في مكان آخر، أرى اناساً آخرين، أعيش في مناخات مختلفة، المبدع لا يتوقف عن البحث والذي يوقعه في عذاب دائم، لا يرضى عن نفسه في معظم ما يفعل، ولذلك ينشغل بذوبان على لغة يجددها».وأضاف مارسيل: «لا أعرف أبداً أين أتجه عندما أعمل في تأليف عمل جديد، فلا أضع أي مخطط لكتابة مقطوعة موسيقية: ذكرى او حلم او حدث يمكن ان يكون دافعاً عندي للتأليف. أنتسب الى الموسيقيين الملتزمين، والإلتزام عالمي في كنهه، الدفاع عن الناس ضد مستقبلهم، أنا كسائر الناس لي حياة خاصة أحياها، أعبّر عن إنشغالاتي الشخصية وكثيراً ما أكتب أحلامي وأدسّها في اسطوانة، أكتب لأتصالح مع نفسي ومع الآخرين ومع عالم لا يطاق يسحق المرء تحت جزمته بلا رحمة».وقال: «لقد أدمنتنا الحروب، نحن حطبها وجمهورها بالشكل والواجهة، فقدنا التمييز بين الإهانة والتجربة، إختلطت الأمور لينتصر المبدع في مأزقه وليتعرى الآخرون في مآزقهم. الكتابة الموسيقية تدخلني الى ذاتي العميقة, أبني جنتي كما اشاء أصيغها وردة وردة بمعزل عن أي سلطة. وأرى أنني أستدرج ناساً كثراً لهذه الجنة كمستمعين حالمين, كعشاق ابديين, كأرواح شاردة يبحثون عن شيء آخر, غير يقيناتهم».«أؤلف الموسيقى ولا أتقصد الغموض أو الوضوح أو الإلتزام أو النضال أو ما شابه ذلك. الغموض كثيراً ما يدفع الموسيقى على اعادة خلق الكون مرة تلو مرة».«حريتي في الأصل مفقودة في الواقع تحت سلطات لا تحصى سياسية, دينية اخلاقية. ولكن المخيلة تقودني لأتجاوز هذه السلطات التي لا أعترف بها, والرغبة الجارفة في لذة خلق شيء آخر غير اليقينيات التي هلكونا بها.وأكد مارسيل: «انا اليوم اقوى من كل السلطات, وضعيف في عزلتي وضعفي لا يهزم، لأن هذا الضعف لا يطلب شيئاً, بت مكتفياً بالجمال والحب والموسيقى والقصيدة, كأن كل ذلك هو الحياة.ثقتي أن كل هذا التعب وهذا التمرد وهذا الحب. كل ذلك يشعرني بإنسانيتي ويدفعني الى مزيد من الموسيقى والغناء والحب والحياة».وحول مسيرته التي إرتبطت بالشاعر محمود درويش، أكد خليفة: «لم أكن في عمان في مشاركاتي الفنية دون وجود الصديق الشاعر محمود درويش، وها أنا في عمان الآن دون محمود، أنا مع قضية فلسطين لاسباب كثيرة، لأنني منتمٍ للشعوب المقاومة والمشردة. لم يكن في بيتا سوى دواوين محمود درويش، فحفظت معظمها، ومنها تكونت لدي الموسيقى في مسيرتي الفنية، لكنني لم أذهب الى محمود لانه طلب مني ذلك، ولم أطلب منه قصيدة، وكنت دائماً أحس أن خبز أم محمود يشبه خبز أمي، وعيون ريتا تشبه عيون ريتا التي أعرفها، والكرمل وعتبات بيته تشبه عتبات بيتنا».وأضاف مارسيل: «لا فرق عندي بين الموسيقى والقصيدة، فأنا أستعير من القصيدة موسيقاي، لانني في الاصل موسيقي، والغناء جاء في ما بعد حين لاقى إستحسان الناس» وعن الحفل قال مارسيل: «سيكون في الحفل الكثير من الفرح والكثير من الامل والكثير من الغضب، وستكون حفلة كبيرة».وحول العزف والتأيف الموسيقي من جهة والغناء بالكلمة والموسيقى من جهة ثانية وأيهما لاقى نجاحاً، أجاب مارسيل: «لكل قيمته ولكل مستمعيه، لكن الغناء له الشهرة الأكبر لأننا أمة فصيحة تتعمد الكلمة، وأنا مثل باقي الناس، صحيح أنني لست شاعراً او روائياً، إنما أحب الكلمة وأحب كتابتها، ولان الاعلام العربي لم يساعد في نشر ثقافة الموسيقى لتصل الى الناس كما يجب».وأضاف مارسيل: «خسرنا كل شيء، المجتمع والسياسة والوطن، ولم يبق لدينا سوى الثقافة، فيجب التمسك بها، فالكلمة والموسيقى هي ما بقي لنا».ومن جانب آخر قال مارسيل «للناس حقوق مشروعة يطالبون بها، فنحن بشر لنا الحق في الثورة من أجل أطفالنا، ولا يمكن أن نغض النظر عن الجمال ولا يجوز أن تتوقف الحياة في حال وجود مشاكل وإعتصامات وغيرها».
خليفة: (بت مكتفياً بالجمال والحب والموسيقى والقصيدة)
12:00 9-9-2013
آخر تعديل :
الاثنين